الرئيسية | متفرقات | الفلسفة والمدينة: ندوة بالبيضاء عن حاجة الشأن العام إلى فكر فلسفي يفتح مسالك السعادة المشتركة

الفلسفة والمدينة: ندوة بالبيضاء عن حاجة الشأن العام إلى فكر فلسفي يفتح مسالك السعادة المشتركة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

 

التأم باحثون في الحقل الفلسفي أمس الجمعة في ندوة بالدار البيضاء لمساءلة دور الفلسفة في المدينة، واستشراف مهام الفيلسوف في فتح مسالك السعادة المشتركة لدى أعضاء الجماعة السكانية المرتبطة بالانتماء إلى جغرافية مدينية معينة.

ولاحظ المتدخلون في الندوة، المنظمة في إطار البرنامج الثقافي للدورة الÜ22 للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، أن العلاقة بين الفلسفة والمدينة لم تتخذ في جل المراجل التاريخية، منذ العصر اليوناني، طابع الانسجام والاعتراف المتبادل. ذلك أن الفيلسوف تعامل مع مواطني المدينة بوصفهم رعاعا، كما أن المدينة رفضت تعالي الفيلسوف ومقارباته التجريدية.

وأبرز الباحث عز العرب حكيم بناني دور الفكر الفلسفي في التمييز بين المصلحة الخاصة التي ترتبط بالبيت الأسري والمصلحة العامة التي تعد أساس تشكل المدينة. وأبرز هذا الفكر أن المدينة (الجماعة السكانية) تفسد إذا تم تأويل المصلحة العامة وفق مقولات المصلحة الخاصة، ذلك أنه على خلاف العلاقات غير المتكافئة بين أفراد الأسرة، فإن المدينة تقوم على أساس علاقات متكافئة بين مواطنين أحرار.

وعاد الباحث محمد الدكالي إلى تراث أرسطو الذي أوضح أن الناس يتجمعون داخل فضاء المدينة ليعيشوا، لكنهم يواصلون العيش فيها "ليتمتعوا بالحياة"، غير أن هذه المتع مشروطة بإيجاد أرضية وسطى توفق بين رغبات كل من المواطنين.

وشدد الدكالي على أن الفلسفة ضرورية للشأن العام وليست على خلاف ما يتداول بشأنها مجرد فكر مجرد، بل كانت مهدا لازدهار الفنون والمعارف والممارسات التي تصنع السعادة. وأضاف أن الفلسفة حرب على الأفكار المسبقة وإعلاء لقيم العقلانية وتوسيع لمجال الفكر وتخلص من استبداد العادة.

من جهته، سجل الباحث الفلسفي عادل حدجامي أن علاقة الفلسفة بالمدينة كانت دائما متوترة، فلا الفيلسوف يحب "العامة" ولا المدينة تعترف بقيمته الرمزية. وأوضح أن العيش داخل الجماعة السياسية يحتاج حدا أدنى من " التواطؤات" والتوافقات والحس المشترك بينما الفيلسوف لا يهادن المشتركات الأخلاقية والانطباعات العامة، ولا يقيم إلا في " فنادق ظرفية".

وعلى ذات النحو، اعتبر الباحث في الفلسفة السياسية، نبيل فازيو أن العلاقة بين الفيلسوف والمدينة كانت منذ البداية علاقة خصام. ورأى أن أفلاطون، بإنشاء أكاديميته اختار الانزواء عن الشأن اليومي، كما توضح ذلك الفيلسوفة حنا أرندت، التي قالت إن الفلسفة انكفأت على نفسها بينما هي مدعوة الى الانخراط في ايجاد أجوبة على المستوى التأملي والسياسي والأخلاقي.

يذكر أن البرنامج الثقافي للمعرض الدولي للكتاب والنشر يقترح إلى غاية 21 فبراير الجاري سلسلة مكثفة من الندوات الفكرية والجلسات الأدبية والشعرية ولقاءات تقديم الإصدارات الجديدة، بحضور باحثين ومثقفين ومبدعين من المغرب والخارج.

مجموع المشاهدات: 731 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة