ملف: المغاربة بين مطرقة العطلة الصيفية وسندان العيد والدخول المدرسي..وآمال معقودة على الخطاب الملكي
أخبارنا المغربية : ياسر أروين
في الوقت الذي أشعل فيه الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش الأخير، الساحة السياسية بالمغرب وغطى على جميع الأحداث، حيث أصبح (الخطاب) حديث جميع الطبقات والفئات بالمغرب...وقبيل خطاب 20 غشت المنتظر وانتظارات المغاربة منه، والقرارات الحاسمة التي ينتظرها المغاربة من عاهل البلاد بمناسبة هذا الخطاب، تحولت أنظار المغاربة تدريجيا نحو عيد الأضحى والأدوات المدرسية.
فالأغلبية الساحقة من المغاربة أضحت في حديثها اليومي تستحضر مصاريف عيد الأضحى ومصاريف الدخول المدرسي، خصوصا والحدثين جاءا هذه السنة متزامنين، مباشرة بعد انتهاء العطلة الصيفية.
مصاريف العطلة الصيفية أثقلت كاهل جل المغاربة في انتظار عيد الأضحى والدخول المدرسي...
بقلب مدينة الرباط العاصمة الإدارية للمملكة المغربية، لا حديث في المجالس سوى عن فحوى الخطاب الملكي المرتقب في 20 غشت، والقرارات التاريخية التي ينتظرها الشعب المغربي من الخطاب، في ظل أزمة مالية تعصف بميزانية جل الأسر المنتمية للطبقات الوسطى والفقيرة.
لازالت آثار العطلة الصيفية بادية وبقوة على ميزانية الأسر، التي تسعى جاهدة إلى التمتع بأجواء العطلة وفق الإمكانيات المتوفرة، يؤكد "كريم" الموظف بوزارة العدل مضيفا أن "غالبية المغاربة تأثرت بمصاريف العطلة وتتأهب لمصاريف عيد الأضحى الذي جاء متزامنا مع الدخول المدرسي في ظل ظروف مادية صعبة".
أما "حسن"، الموظف بوزارة المالية فاعتبر عيد الأضحى نقطة مركزية في المجال الديني، وبالتالي تسعى جميع الأسر إلى الإحتفال به، رغم صعوبة الأمر في هذه الأيام، حيث الخروج من العطلة الصيفية ومصاريفها لمواجهة مصاريف عيد الأضحى والدخول المدرسي، ليصمت(حسن) هنيهة ويقول بنبرة حادة "الله يلطف وصافي".
في حين يصرح "م" وهو ضابط أمن، أن الأمر صعب خصوصا لدى العائلات التي تتوفر على عدة أبناء، فالضرورة تفرض في هذا الوقت تدبر مصاريف عيد الأضحى بموازاة مصاريف الدخول المدرسي، خصوصا وأغلبية الأسر اتجهت نحو تدريس أبنائها بالقطاع الخاص، مما يعني عمليا مصاريف إضافية ليست بالسهلة.
"عادي جدا فالجميع يعرف مسبقا تزامن رمضان مع العطلة الصيفية مع عيد الأضحى مع الدخول المدرسي...فالأمر يتطلب حسن التدبير والتسيير المالي وفق الإمكانيات المالية المتوفرة...الإنسان يمشي على قدو ومايتعلقش فين يتفلق..."، كان هذا تصريح "عبد الله" المقاول الذي انتقد بطريقة لاذعة عمل الصحافة الوطنية الورقية منها والإلكترونية، معتبرا إياها تضخم الأمور بل تعقدها وتصب الزيت على النار على حد تعبيره.
وفي خضم إنجازنا لهذا الملف، يناشد شاب ثلاثيني جلالة الملك محمد السادس بصفته أميرا للمؤمنين، بإلغاء عيد الأضحى هذه السنة، رأفة بالأسر المغربية التي تبيع الغالي والنفيس من أجل اقتناء كبش العيد، فكيف ستكون حالتها والعيد لا يبعد سوى أيام قليلة عن الدخول المدرسي..؟، يصرح الشاب متسائلا.
خطاب 20 غشت متنفس للمغاربة وآمال كبيرة معقودة عليه...
في ظل الأزمة المالية الخانقة والظروف الإجتماعية الصعبة، التي يعيشها المغاربة لمسنا ونحن بصدد الإشتغال على هذا الملف الذي نضعه بين أيدي قرائنا الأوفياء، أن الأغلبية تعتبر الخطاب الملكي لـ20 غشت متنفسا حقيقيا، حيث ينتظره المغاربة بفارغ الصبر وينتظرون قرارات تاريخية للملك المغربي، باعتبار الملك الشخصية الوحيدة التي تحظى بثقة الجميع وهو الوحيد القادر على الوقوف في وجه اللوبيات التي تمتص دم المغاربة، حسب أحد المصرحين لموقع "أخبارنا".
"محمد" أستاذ لمادة الإجتماعيات، يرى أن خطاب 20 غشت سيحمل الجديد للمغاربة، وبأن الملك المغربي متتبع لكل صغيرة وكبيرة في حياة المغاربة، وسيتدخل بشكل إيجابي لصالح شعبه، معتبرا أن المغاربة مستعدون دائما لتخطي الصعاب والتعايش مع الأزمات المالية والإجتماعية، عندما يشعرون أن المؤسسة الملكية بجانبهم وتتبنى مطالبهم وتحس بمعاناتهم، يؤكد "محمد" في تصريحاته للموقع.
من جانبه، صرح "نوفل" وهو طبيب رئيس مصلحة بالمستشفى الجامعي "ابن سيناء" بالرباط، "كل شيء يهون عندما يشعر المغاربة بتحرك الملك لصالحهم في مواجهة الديناصورات...وهو ما سيزفه الملك لشعبه في خطاب 20 غشت الذي سيكون تاريخيا بكل المعايير...وهذا ما سيهون على المغاربة أزمتهم الإجتماعية...".
أما "نوال" وهي من قيادات الصف الثاني بإحدى الأحزاب المغربية الكبيرة، فاعتبرت الخطاب الملكي لـ20 غشت المقبل ضرورة تاريخية لبناء مغرب ديمقراطي ينعم فيه جميع المغاربة بعيش كريم، حيث سيشكل الخطاب من وجهة نظرها قطيعة إبستمولوجية مع ما سبق بالبلاد...
"الخطاب الملكي متنفس حقيقي لعموم المغاربة وسيهون عليهم كثيرا وسيخفف من معاناتهم الإجتماعية في ظل توالي المناسبات والأعياد..."، يقول "منير" الباحث في سلك الدكتوراة، مضيفا ان الخطاب الملكي "سيمس الجميع بالمغرب من سياسيين واقتصاديين وكل الساهرين على تسيير شؤون البلاد والعباد".
عدد التعليقات (10 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟