الرئيسية | دولية | هل ستصبح إندونيسيا البؤرة العالمية الجديدة لكوفيد-19؟

هل ستصبح إندونيسيا البؤرة العالمية الجديدة لكوفيد-19؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
هل ستصبح إندونيسيا البؤرة العالمية الجديدة لكوفيد-19؟
 

ضمن مسار محاربتها لوباء كوفيد-19، يبدو أن إندونيسيا تتعثر في بلوغ نهاية النفق بعد تصاعد غير مسبوق لمتحور دلتا، الذي أصبح الآن يمثل أكثر من 90 بالمئة من الإصابات المسجلة مؤخرا على الصعيد الوطني، مما يضع نظام الرعاية الصحية في رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان على المحك.


فبعد تسجيل سلسلة من الحصائل القياسية التي تجاوزت خمسين ألف إصابة يومية، أي 10 مرات أكثر من المتوسط المسجل قبل أقل من شهر، تجاوزت إندونيسيا الهند، لتصبح البؤرة الآسيوية الجديدة لوباء كوفيد-19، وهو ما ينذر بوضع صحي أسوأ في أكبر أرخبيل في العالم.


في هذا السياق قال وزير تنسيق الشؤون البحرية والاستثمار الإندونيسي، لوهوت بنسار بانجايتان، في مؤتمر صحفي، "إننا استعددنا لأسوأ سيناريو ممكن. نأمل ألا تصل [الحصيلة اليومية] إلى 100 ألف إصابة، ولكن حتى لو حدث ذلك، فنحن مستعدون".


ولا يتقاسم هذه الرؤية المتفائلة معظم المهنيين في القطاع الصحي وعلماء الأوبئة، الذين يخشون حالة الفوضى في البلاد، بعد امتلاء وشيك للمستشفيات في المدن الإندونيسية الكبيرة ونقص كبير في المعدات الطبية والأكسجين.


من جانبه، اعتبر ديكي بوديمان، عالم الأوبئة الإندونيسي في جامعة غريفيث الأسترالية، أن إندونيسيا من المحتمل أن تصبح المركز العالمي الجديد للوباء، مبرزا أنه بالنظر إلى الفارق السكاني الكبير بين الهند وإندونيسيا (مليار و366 مليون نسمة مقابل 270 مليون نسمة على التوالي) فسيكون انتشار الوباء أكثر خطورة في إندونيسيا.


وتنتاب مديري الآلاف من المراكز الصحية المجتمعية في إندونيسيا نفس المخاوف، ذلك أن هذه الوحدات الاستشفائية المسؤولة عن تقديم الاستجابة الأولى لانتقال الفيروس ، تفتقر بالإضافة إلى تجاوز قدرتها الاستيعابية ، إلى العاملين والمعدات للتعامل مع الأزمة الصحية الناجمة عن كوفيد-19، وهي الأسوأ من نوعها التي تهز البلاد.


وأبرز أريانتي بريما، وهو طبيب في مركز جماعي في جنوب جاكرتا، أن "العديد من العاملين في القطاع الصحي لدينا في عزلة ذاتية بعد الإصابة بكوفيد-19. لا يمكننا إنكار أنن قدراتنا استنفذت ، لكننا نبذل قصارى لتدبير كافة هذه الامور على الوجه الاكمل ".


من ناحية أخرى ، تبدو التداعيات السلبية لكوفيد-19 على الاقتصاد الوطني ،واضحة بشكل كبير، حيث خفض بنك إندونيسيا في وقت سابق من هذا الأسبوع، توقعاته للنمو الاقتصادي لعام 2021 إلى 3.8 بالمئة مقابل التقدير السابق بحوالي 4.1 بالمئة إلى 5.1 بالمئة مع نقطة وسط تبلغ 4.6 بالمئة.


وأكد محافظ بنك إندونيسيا، بيري وارجو، في اجتماع عمل مع لجنة الميزانية بمجلس النواب، أنه "إذا استمر تطبيق قيود الطوارئ على الأنشطة العامة المستعجلة لمدة شهر وسجل تراجع في حالات الإصابة بكوفيد-19، فمن المتوقع أن ينخفض النمو الاقتصادي لإندونيسيا إلى حوالي 3.8 بالمئة".


وفي الوقت نفسه، وضعت عدة دول إندونيسيا على قائمة حظر السفر وسط تفاقم الأزمة الصحية في الأرخبيل، ومنها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والفلبين والبحرين وهونغ كونغ.


وسجلت إندونيسيا إجماليا يفوق مليوني حالة إصابة بكوفيد-19، بينما يبلغ إجمالي عدد الحالات النشطة 480,199، وفقا لإحصاءات رسمية.


وتم تسجيل حوالي 982 حالة وفاة بسبب كوفيد-19 خلال الـ24 ساعة الماضية، مما رفع العدد الإجمالي للوفيات في البلاد بسبب هذا الوباء إلى 70192 حالة.


ومنذ بداية حملة التلقيح في 13 يناير، حقنت إندونيسيا ما يقرب من 52 مليون جرعة من لقاح كوفيد-19، مع تلقيح أكثر من 15 مليون مواطن بشكل كامل. ومع ذلك، فإن وتيرة التلقيح تعرف بطئا ،مقارنة بالخطة التي وضعتها جاكرتا لتلقيح أكثر من 181 مليون نسمة بحلول مارس 2022، على أمل تحقيق نوع من المناعة الجماعية.


نادية الأحمر

مجموع المشاهدات: 9848 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة

أقلام حرة