اليوسفية: عمال شركة النظافة المضربون عن العمل يصعدون من وتيرة احتجاجاتهم ردا على صمت المسؤولين

 نورالدين الطويليع ــ يوسف الإدريسي

استمر عمال شركة النظافة بمدينة اليوسفية  لليوم الثالث على التوالي في خوض اعتصامهم وإضرابهم المفتوح عن العمل احتجاجا على تأخير صرف رواتبهم لما يزيد عن شهرين ونصف، وتلكؤ الجهات المعنية في فتح حوار جاد ومسؤول من شأنه إذابة جبل جليد وضعيتهم المأساوية.

وكخطوة تصعيدية جديدة نظم العمال مسيرة احتجاجية جابوا من خلالها شوارع مركز المدينة، رافعين شعارات نددوا فيها بهضم حقوقهم، وبالابتزاز والمساومات الرخيصة اللذين تعرضا لها من لدن مسؤول سموه بالاسم، كما عمدوا إلى احتلال طريق العمالة، مما ساهم في شل حركة السير بها.

وتأتي هذه الخطوات التصعيدية ،حسب شهادة أحد العمال، للفت انتباه الرأي العام إلى ما تعانيه هذه الفئة من قهر واستغلال واستعباد في ظل ظروف عمل كارثية تفتقد إلى أبسط الشروط  التي يضمنها دستور البلاد، في ظل إغماض مستشاري المجلس ورئيسهم عينيه عن هذا الوضع، واستنكافهم حتى عن زيارتهم في معتصمهم والاستماع إليهم، كما لو أن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد.

من جانبه استنكر أحد الفاعلين الحقوقيين ما سماها الأساليب المرفوضة التي يهدد أصحابها  بواسطتها العمال ويرهبونهم لفك اعتصامهم ووقف الإضراب عن العمل، مضيفا أن هذا يتنافى مع ما تنص عليه المواثيق والأعراف الوطنية والدولية بخصوص الحق في الاحتجاج واستنكار أساليب القهر والاستبداد، ومذكرا بوجوب حل قضية هؤلاء العمال عاجلا قبل أن يستفحل المشكل ويخرج عن دائرة التحكم ويؤدي إلى تصعيد واحتقان الجميع في غنى عنهما .

وفي نفس السياق لفت أحد متتبعي الشأن المحلي إلى ما يمكن أن يؤدي إليه تراكم الأزبال بأحياء المدينة، بسبب الشلل الذي أحدثه إضراب العمال، من آثار وعواقب سلبية على صحة المواطنين، مشددا على ضرورة استشعار المسؤولين للأزمة وضغطهم على الجهات المعنية لرفع الحيف عن العمال وتسوية وضعيتهم بما يضمن استئنافهم للعمل واستئصال البؤر البيئية السوداء التي طفت على السطح بالتزامن مع هذا التصعيد العمالي.